غير مصنف

عن مشاركتي في تصحيح أولمبياد اللغويات البريطاني

اليوم صباحا وصلتني رسالة من اللجنة المنظمة لأولمبياد اللغويات البريطاني ، رسالة شكر مع شهادة إلكترونية . وبهذا تكون هذه التجربة الجميلة قد انتهت . كانت تجربة بسيطة وجميلة ومنظمة فكل شيء كان محدد بتاريخ معين وكان هناك التزام من ناحية المدارس المشاركة واللجنة المنظمة والمصححين كذالك.

UKLO

في البداية أرسلت لي اللجنة ايميل يؤكد اسم المدرسة التي سأصحح أوراقها ، بعدها بأسبوع بعثت لي مديرة قسم اللغات في المدرسة رسالة تأكيد على إرسال الأوراق تلتها رسالة من مديرة المدرسة لنفس الغرض.  أرسلت لي المدرسة  أوراق الطلية مع كشف الأسماء على بريد شقتي كما طلبت من اللجنة . وصلني المظروف في غضون يومين ويحمل إجابات الطلبة وكشف الأسماء وظرف يحمل عنوان المدرسة وطابع بريدي ( حتى يستنى للمصحح إعادة الأوراق بعد إنتهاء المسابقة دون أي تكلفة مادية تحسب عليه). أحببت هذه القيمة قيمة الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة والدقيقة . تكلفة الإرسال (2 باوند وتعادل 11 ريال سعودي ) ورغم هذا تتحمل المدرسة مسئولية تغطية رسوم البريد .

الظرف المرسل من المدرسة

كان عدد الطلبة الذين صححت أوراقهم 22 طالب وطالبة ، في سن الثانية عشر ، حقيقة لما بدأت في التصحيح بدأت أشعر بأنه كلمها قلبت مجموعة من الأوراق كلما وجدت تشابه في الإجابات ! يبدو أن الأوراق مرتبة بحسب طريقة جلوس الطلبة لذلك كان الغش – قاتل المتعة – يبدو حاضرًا لذلك  نقل الطلبة  الإجابات الصحيحة والخاطئة. ومن يعرفني يعرف العداوة الشديدة التي أكنها للغش والغشاشين : (.

الاختبار كان للمستوى المتقدم والأسئلة كانت متنوعة فقد شملت اللغة الألمانية والإنجليزية والبنغالية والبرتغالية . الاختبار يركز على علم الصوتيات  (Phonetics) وعلم النظم الصوتية (Phonology) . الأول علم الصوتيات كان خاص فقط بالغة الإنجليزية لأنه علم قائم على معرفة المستخدم بصوتيات اللغة أما بقية اللغات فكانت اسئلتها تندرج حول علم النظم الصوتية والذي يمكن للشخص الذي لا يعرف اللغة أن يتعلم بعض من خواصها من خلال نماذج متعددة .  حقيقة درست العلمين في السنة الثانية في مرحلة البكالوريوس وكانت تشكل تحدي كبير على الرغم من أنها ممتعة . إلا أن اجتياز علم الصوتيات لم يكن بالهين على الكثير مقارنة بعلم النظم الصوتية والذي كان ألطف بكثير!

نعود لنقطة التصحيح حقيقة في البداية شعرت أن مستوى كهذا متقدم على طلبة في المرحلة الابتدائية ولكن حقيقة التجربة والمشاركة بالطبع ستكون مفيدة بالنسبة لهم . الجميل في التعليم رفع مستوى المنافسة بما هو أعلى من مستوى الطالب . صححت الأوراق في المرة الأولى ثم كعادتي راجعت التصحيح مجددًا من البداية وحسبت الدرجات وأدخلتها في الملف المرفق .

تذكرت طالباتي في الجامعة لما كن يشككن في درجاتهن  وكأن حاملة الأمانة لاهم لها سوى خسف الدرجات 🙂 رغم أن التصحيح يتم مرة واثنين وثلاث لتجنب الظلم.

شعرت بسعادة غامرة بالإنجاز والانتهاء من هذه المهمة و الحمدلله جربت شيء جميل وبإذن الله سأشارك معهم مجددًا في التصحيح مجددًا. ولست أدري ربما اقتبست قبس من نور هذه التجربة وطبقناها بين طلابنا يومًا ما لأن عشقي للمسابقات والتحديات لاينتهي.

ختاما هناك أمر لفتني في كثير من مشاركاتي وتعاملاتي هنا في بريطانيا ، الثقة هي عنوان كل شيء . لا أحد يطلب منك هويتك أو سيرتك الذاتية أو تاريخك حتى يثق بك ويسلمك عمل أو مهمة أو أوراق . لما أرسلت اللجنة طلب مشاركين في التصحيح ( التدوينة السابقة ) ، اعتمدت فقط على الثقة والإيمان بأن هذا الشخص أهل لها ولم تكن هناك أي عبارات أمر أو إلزام أو تنبيه أو تشديد سواء بضرورة المحافظة على الأوراق أو موعد تسليمها. من خلف الشاشة فقط كان التعامل وبنيت أواصر ثقة متبادلة . هذا أكثر أمر يجعلني أحب الاندماج هنا والعمل والمشاركة فلن يقيمني أحد بشكلي أو ديني أو هويتي أو جنسيتي . حرية التعامل معك كإنسان قيمة عالية جدًا جدًا جدًا لاتقدر بثمن. 

شهادة المشاركة في تصحيح الألومبياد

*صورة الشهادة* 

سبق وتلقيت طلب إرفاق نموذج الاسئلة ووعدت بنشرها حين تضعها اللجنة المنظمة بالموقع ، هنا توجد نماذج للسنوات السابقة :

http://www.uklo.org/?page_id=33

تعليقان

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *