مُلهم, يوميات أكاديمية

تجربة مميزة : هل يمكن للباحث أن يكون كوميدي مضحك؟

 

لم أكن في يوم من الأيام كشخصية صاخبة ، معرف عني الهدوء التام, تجربة التدريس لمدة عام  اكتسبت منها خبرة جميلة مع تجارب مختلفة .في السنة الأولى لي في الجامعة , كنت كلما حضرت للمحاضرات ووقفت أمام الطالبات في القاعة أشعر وكأنني ممثلة أمامهم ويجب أن أقوم بعدة أدوار متنوعة يجب أن أكون الأستاذة والمساعدة والمنظمة والمراقبة والممثلة و الكوميدية . الأخيرة هذه كنت أحاولها أحيانا في بداية الترم الأول لأكسر علاقة الجمود مع الطالبات , أحاول أصنع موقف أو محادثة مضحكة لتغير الجو  ولايهمني إن ضحكن الطالبات معي أو علي : ) المهم يمارسوا الضحك ويخففوا من الضغوط.

 

اليوم كان يوم مختلف تماما مع د. ستيف كروس Steve Cross-  – مدير وحدة المشاركة العامة” Pubic engagement ”  بجامعة UCL . وظيفة هذه الوحدة مد جسور تواصل بين الأفراد داخل الجامعة والمجتمع وتحقيق تواصل وتفاعل مستمر بين جميع الأطراف . وتأتي أهميتها من أهمية المشاركة والاندماج إنجاز مشاريع تجمع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وإدارات الجامعة مع المجتمع .

ستيف إلى جانب عمله الأساسي في الجامعة  يدير نادي Bright Club *. وقدم ستيف خلال ثلاث سنوات 30 عرض كوميدي أمام الآلاف ودرب المئات على تقديم عروضهم , ويقدم محاضرات ودورات في كافة مدن بريطانيا عن “ستاند اب كوميدي” أو “ستاند اب ريسيرش”  وقدم عروض عديدة في المتاحف والمكتبات والأماكن العامة. هذ اليوم كان جميل جدًا لأنها المرة الأولى التي ألتقي فيها بريطاني يجمع بين المعرفة القيمة وبين روح الفكاهة والمرح ويزرع في الوقت نقسه الثقة في الشخص الذي يقدم له المعلومة  . 

Bright Club*  وهو النادي الذي يجمع الباحثين ويدفعهم ليكونوا كوميديين لمدة 8 دقائق . النادي تمكن من دقع 500 باحث في بريطانيا للتجربة ونقل عدوى النادي من لندن إلى عدد كبير من مدن بريطانيا  منها أدنبره ، نيوكاسل ، كاردف ، مانشستر , جلاسكو , ديندي, بريستول ، كامبريدج. موقع النادي يقدم فكرة أكبر عنه وعن كيفيه المشاركة أو الاستماع لتجارب الباحثين . النادي حظي بتغطية الإعلام البريطاني بشكل واسع  .

طالب دكتوراه يقدم عرض في لندن 🙂

لندخل في تفاصيل اليوم : قرأت عن المحاضرة من فترة وكنت متحمسة من الاصداء التي سمعتها عن المدرب . ذهبت للمكان المحدد ولم أجد أحد وسألت في الاستقبال في مبنيين ولم أجد أي معلومة حتى أخيرًا اتصلت الموظفة بزملائها وأخبروها بالمكان . كنت متوترة لأني أكره الدخول متأخرة لأي مكان . وصلت وأخذتني الموظفة لمكان المحاضرة واكتشفت أنهم كانوا في انتظار المسجلين للحضور ولم تبدأ فلم يفوتني شيء 🙂 .

كان عدد المسجلين في التدريب 12 شخص فقط حضر منهم 8 . تفاجأت من أن طلبة وأساتذة جامعتين ” نوثمبريا ونيوكاسل ”  لم يحضر منهم سوى ثمانية ( 6 أساتذة / 2 طلاب دكتوراه )  ! الموضوع ممتع ومسلي للغاية ويستحق التجربة . 

في البداية وقف ستيف أمام المايك وعرفنا به وكان يشرح الطرق الصحيحة والخاطئة للوقوف أمامه واستخدامه بطرق مضحكة ,بعدها طلب منا  أن نقف أمام المايك ويحكي كل شخص قصة أو حادثة أو معنى اسمه . بدأ ستيف بذكر اسمه وذكر مواقف كان يتعرض لها في طفولته عن اسمه وتفاصيل أخرى ثم طلب منا أن نقوم بالأمر ذاته بالتحدث عن أي شيء يتعلق بأسمائنا ! لم أتوقع حقيقة الكثير ، كانت المفاجأة أن كل شخص لديه قصة عن اسمه ، قصص مضحكة محرجة . انتهت الفقرة بالكثير من الضحك ولاحظت أن ستيف كان يضحك بشكل مثير للاهتمام لكل من يعرف البريطانيين :).

في نهاية التجربة قال : كل شخص منكم كان هو بشخصيته وتقدم من تقديم شيء وهذا يدل على أن الأمر بسيط جدًا وليس بصعب . بالنسبة لي كانت تجربة مختلفة أن أمسك المايك وأتحدث عن اسمي أحببت تلك التجربة الصغيرة ومتعة التحدث للأخرين وملاحظة اهتمامهم. أن تكون مضحك أمر مختلف تمامًا عن أي شيء آخر ! 

* في بداية الترم قدمت لنا الكلية دليل للمهارات التي يحتاج الباحث تطويرها خلال مرحلة الدكتوراه ليتنهي من الدراسة بتطور في مهاراته المختلفة التي سيحتاجها في العمل . هذه المحاضرة تغطي مهارتين : 1- التواصل والانتشار    2- الـتأثير والإندماج 

بعد هذه التجربة بدأ ستيف في تقديم فكرة عن العروض ونصائح سأحاول  ترجمة ما كتبته من ملاحظات خلال المحاضرة في التدوينة القادمة 🙂 . 

تعليق واحد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *