ويوم انسحبت من الجامعة …..

قرار التغير الجذري قد يكون صعب أحيانا ، وجدت نفسي في مرحلة مبكرة أميل لهذا القرار وكانت أمنيتي المتواضعة إيجاد مشرف متخصص في موضوعي في القسم ومواصلة الدراسة معه بينما كانت الأمنية الكبرى والحلم الجميل ترك الجامعة والمدينة والانتقال لمكان أفضل. هناك عقبات كثيرة تقف أمامي ، كيف يمكنني التغيير؟ أحتاج إنجاز خطة بحث مقنعة في وقت قصير ، أحتاج مشرف وجامعة جيدة وقبول سريع وتقديم طلبي للتغير وإقناع الملحقية وجهة عملي وإخبار أهلي بقراري ونقل دراستي ودراسة أخي حيث سيسعى لإيجاد قبول جديد له في تخصصه المفضل وجامعة جيدة . كل هذه الأمور ثقيلة وليس من السهل تحقيقها مجتمعة في وقت كنت أشعر به بهم ثقيل ، كنت أعمل على أكثر من صعيد حينها بين دراسة مواد البحث العلمي وبين المؤتمرات والتحضير لها بكتابة الأوراق والملخصات وبين تطوعي للعمل كإحدى ممثلات الطلبة بالقسم. حياتي كانت أشبه بالسباق الذي لا ينتهي .

في نقطة معينة حسمت أمري! لن أستمر هنا مهما كلفني الأمر. رتبت أموري جيدًا بالبحث عن أفضل 10 جامعات في بريطانيا في تخصصي وبحثت بدقة عن المشرفين المتمكنين في مجالي ، أمنت أكثر بتخصصي الأول الذي أحبه واخترته في مرحلة الماجستير وآمنت أكثر بأهميته حين عودتي للعمل وبدأت في كتابة خطة جديدة ! نعم خطة ثالثة جديدة . لما وجدت خيارات جيدة راسلت المشرفين ووجدت ترحيب ودعوني للتقديم للجامعة. استغرقت رحلة بنائي لخطة جديدة شهر كامل عملت فيها ليل نهار بحب ورغبة وشغف .انهيت الخطة نقحتها بعثت بها لمدققة و جاءني رد رائع منها يخبرني بأن العمل مميز والكتابة متقنة وتتمنى لي التوفيق. كنت سعيدة لأني فرغت كل ما تعلمته في هذه الخطة طورت كل قدراتي خلال الشهور المنصرمة وسخرتها لكتابة خطة جيدة . بدأت في التقديم للجامعات ،الحمدلله على منه وكرمه حين حصلت على قبول في الجامعة التي كانت الخيار الأول بالنسبة لي كنت سعيدة جدًا راسلت الملحقية سخر الله لي مشرف -أدعو له ليل نهار- حين استعرض طلبي سارع في إنجازه وسكب الطمأنينة في قلبي بدعمه لقراري بالتغير لمكان أفضل. أشعر بأني محظوظة لانتمائي لجامعتي السعودية لأني وجدت الدعم من القسم والكلية وإدارة الابتعاث والجامعة ، دعمهم وتفهمهم لظروفي كان له تأثير إيجابي كبير

لن أخوض في الأسباب التي بناءا عليها قررت الرحيل ولكن اختصرها في ذلك الشعور الذي كان يؤلمني كل ليلة ، ليس هذا المكان الذي حلمت به ، ليست هذه الظروف ولا هذه الدراسة التي لطالما تمنيت أن أدرسها .كل ما يمكنني قوله ما أجمل الذكريات التي عشتها هنا و لا أنسى الزمالات الرائعة التي كسبتها خلال هذا العام، كنت انتمي أكثر للكلية ولزملائي فيها أكثر من القسم ، كنت استمتع بالسلام عليهم والسؤال عنهم وأسعد بمبادلتهم نفس الأمر بشكل مستمر طوال العام ، وكنت أستمتع أكثر بالمناقشات وتبادل الخبرات والمعلومات شيء جميل أضاف لي الكثير.استطيع أن أقول يوم انسحابي من الدراسة في الجامعة كان يوم سعيد وغريب في الوقت ذاته . سلمت نموذج طلب الانسحاب ، التقيت بمشرفي وعرض علي بكل ود مساعدتي إن احتجت والترحيب بعودتي للدراسة متى ما أشاء وانتهى كل شيء توقفت خدماتي الإلكترونية التي تربطني بالجامعة لم يقنعني أحد للاستمرار ولم يكن من ضمن خياراتي 🙂 كنت راضية تمام الرضا . وختاما يمكن أن اقول عشت هذا العام في داومة لا تنتهي كنت استمتع بالإنجاز وأحاول تغير ما يمكنني تغييره ويوم انسحب من الجامعة كان يوم مجيد. وخاتمة القول حين نقرر التحليق عاليًا لن نرضى بأنصاف الحلول بل أفضلها وأكملها.