مهارات أكاديمية, يوميات أكاديمية

التعلم من الصفر

 

لما بدأت في هذا الترم وفي حضور محاضرات طرق جمع البيانات الكمية، كنت أحاول استرجاع ما تعلمته خلال مرحلة الماجستير خصوصًا وأن مشرفي كان خبير متقدم جدًا ومحاضراته جدًا مفيدة . كانت التجربة هنا مختلفة نوعًا ما فقد بدأنا بمحاضرات عامة ومن ثم محاضرات حول كيفية استخدام برنامج ال (Spss) وهو برنامج إحصائي شهير .

تعلمنا في القسم الأول المهارات الأساسية في استخدامه ثم دخلنا الاختبار التطبيقي وهو ما تناولته في تدوينة سابقة. الحمد لله تجاوزنا الاختبار وحصلنا على درجة مرضية للغاية فيه. ثم جاء القسم الثاني الذي كان أكثر عمقًا واخترت حينها أن أحضر محاضرات تحليل المعيار الانحداري (Regression) كانت المُحاضرة من الجنسية الأمريكية وتدريسها يختلف تمامًا عن ما اعتدت عليه من محاضرين بريطانيين. أسلوبها وتفاعلها وتعاملها جميل ولكن مدى وضوح المادة المقدمة لنا كان نقطة استفهام رغم محاولتها الدائمة للإعادة والشرح والتوضيح . كما أنها تحرص وبشكل كبير على السؤال بعد كل نقطة لتتأكد من أن الجميع فهم ما تتحدث عنه . كانت أربع محاضرات تخللها تدريب عملي وانقضت وفي اليوم الأخير ، في تمام الساعة السادسة أخبرتنا المُحاضرة أن الواجب المنزلي سينزل في النظام الآن . وهذا الواجب كان موعد تسليمه السابعة عشر من ابريل والوقت المتبقي تقريبًا شهر . أخبرتنا أن البحث عن مساعدة من الأستاذ أو الزملاء غير ممكنة ولابد وأن نقوم بإتمام العمل كاملًا مع الرجوع للمحاضرات والكتب فقط. كان عدد الأسئلة 9 اسئلة بالضبط والهدف أولا أن نضع فرضية للعلاقات التي نريد دراستها ونقوم باستخدام المعيار الإنحداري لتحديد وجود علاقة من عدمها . بدأت في مراجعة المحاضرات ومن ثم بدأت في صياغة الافتراضات وتجربة التحليل عدة مرات حتى وجدت العلاقة التي أبحث عنها 🙂 . كانت البداية بسيطة لأن الواجب بسيط وعملي . ثم دخلت بعدها في تحدي كيف أشرح وأحلل هذه المعلومات .

 

مكاتب طلبة الدكتوراة في القسم من الدور العلوي 

 كان هناك اتفاق مسبق بعد نهاية المحاضرة بيني وبين ثلاث زميلات ( زميلتين من تايوان وزميلة من باكستان ) على أن نلتقي ونتدارس المحاضرات ومن ثم نحلل الاسئلة , كان اجتماع مثمر ومفيد بدأنا فيه مرجعة من الصفر .لم يقطع هذا الجو الجميل الذي كنا نعيشه وبكل أنانية في مكتب القسم ونحاول أن نتحدث بصوت منخفض سوى صوت شخص قادم من الدور الأعلى في مكتبنا العجيب 🙂 يحمل نبرة ( اشششششششششش) كانت الرسالة مفهومة بأننا لابد وأن نصمت . حينها كنت أتفكر بين الفائدة التي اجتمعنا لنجنيها من جانب وشعور البعض بالانزعاج من جانب آخر . كنت قد اقترحت على الزميلات أن نلتقي في غرفة آخرى تابعة للقسم ولكن عامة ، وذهبنا لها وواصلنا الهدف وكانت هي إحدى المرات التي أدرك فيها قيمة العمل الجماعي الذي يتعلم فيه كل فرد من الآخر ويشارك معرفته .عدت من هذا الاجتماع برؤية أفضل وبدأت في البحث عن نماذج مناسبة للإجابة من خلال موقع قوقل ( مساعدي الدائم) ، كنت أريد أن استعرض طرق مختلفة لصياغة وإبراز المعلومات وحاولت قدر المستطاع البحث عن مصادر.

photo (8)

وأيضًا ذهب للمكتبة واستعرضت العديد والعديد من الكتب بحثًا عن السهل والمختصر والواضح حتى اهتديت لعدة كتب . من الطريف في إحدى جولاتي جمعت ست كتب وجلست لتصفحها لأبحث عن المفيد في فصل التحليل الذي أبحث عنه. لما جلست كان هناك في الغرفة عدة طلاب منها طلاب من شرق آسيا وكان الطالب يلعب في الاكس بوكس و يتحدث بلغته ثم نطق بالإنجليزية ( كتب) . كنت أشعر أنه يخبرها بأني أحضرت الكثير من الكتب ، كنت أود أن اخبره بأن يلتفت لشؤونه 🙂 ولكن تذكرت بوضوح أني لا أعلم ما هي الرسالة التي يحملها فعلي أن ألتفت لشؤوني . وبمناسبة الشؤون من المزعج في هذه المرحلة بالذات من الدراسة أن يمر عليك أو حولك من يتطفل عليك وعلى شؤونك الخاصة سواء في الدراسة أو اختيار الكتب أ حتى موضوع البحث . وقد بدأت أتجنب تلك الفئة التي تحب أن تبدي رأيها في موضوع بحثك وهي تعمل في موضوع مختلف تمامًا مما لا يمنح لها الخبرة الكافية .

 

نعود لموضوعنا . أبحرت في العديد من الكتب والمراجع ، وكل مرة أتعلم أكثر وتزيد خبراتي ويزيد فهمي لما أقوم به ، حاولت بقدر الإمكان الالتفات للمفردات التي استخدمها انسيابيتها ترتيبها ، حتى أطبق ما تعلمته عن الكتابة الأكاديمية في الفترة الماضية . سلمت الواجب الجمعة الماضية والرضا يغمرني فقد تعلمت من الصفر.

 

 

تعليق واحد

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *