غير مصنف, يوميات أكاديمية

العلاقة مع الطالبات + الضوابط (2)

العلاقة بين الطالب والأستاذ:

التعامل بين الأستاذ و الطالب  يجب أن يقوم على الاحترام المتبادل وشعاري هو ” قدم احترام تكسب احترام ” ، فالأستاذ يجب أن يحترم عقل الطالب وسلوكه ويقدر سنه وحداثة تجربته ويساعده ويسانده على المستوى الأكاديمي والشخصي .  كون الأستاذ صاحب خبرة أو أكبر سنًا لا يعني تهميش الطلبة وتجاربهم وخبراتهم وإشعارهم بأنهم أقل ، بالعكس هناك الكثير من الطلبة الذي تسبق تجربتهم أعمارهم ولديهم قصص وأفكار تستحق المشاركة . وعلى الجانب الآخر يجب أن يحترم الطالب أستاذة وعلمه ومكانته ويلتزم بالتعليمات المقدمة له. وبالنهاية الطالب الأستاذ عنصران مكملان لبعضهما البعض وتعاونهما من أهم عوامل نجاح تدريس أي مادة . أحيانا يسيطر الأستاذ على المحاضرة ولا يسمح للطالب بالمشاركة والتفاعل أو العكس يحبذها ويرفض الطلبة المشاركة والبحث عن المعلومة بحجة أن الأستاذ هو من يقدم المعلومة وليس الطالب.

 

بالنسبة لعلاقتي مع الطالبات كانت في حدودها الرسمية وقد فتحت لهن التواصل عبر الايميل وجسور وجوال خاص للجامعة والساعات المكتبية . أذكر أول ما حصلت على كشف الاسماء كنت أتأكد من وجود جميع طالباتي في الكشف فسألتني إحداهن ” أستاذة حتنقصينا درجات ؟ ” السؤال أوحى لي أن الطالبة تنظر للأستاذة التي تقف أمامها كجزارة درجات تخصم بدون سبب . أو ربما هي الصورة النمطية السائدة عن الأستاذ الجامعي . كنت كثيرًا ما أؤكد لطالباتي أن الدرجات لا تدخل في الحضور ولا تدخل في أي أمور آخرى شخصية. الدرجات ليست بين يدي الأستاذ ليستهتر بها كيفما شاء إن غضب خصمها . الدرجات مقسمة على الاختبارات والمشاريع وموضحة لهن . وأحيانا يحاول بعض الطلبة وبناءا على توصيات من أجيال مسبقة إرضاء الاستاذ لظنهم أن هذا سينعكس بشكل إيجابي على الدرجات ! أو أن مرونة الأستاذ وحرصه على الطلبة يعني أنه سيتساهل في الأمانة العلمية !.

قائمة المسموح والممنوع في المحاضرات :

قائمة المسموح والممنوع وفق قواعد وقوانين الجامعة يطول سردها ويصعب علي تذكر كل شيء 🙂 ، اخترت بعض النقاط التي طبقتها مع طالباتي أدناه .

الممنوع :

–         النقل بدون ذكر المصدر أو الغش كان بالنسبة لي خط أحمر يعادل صفر لأنه يعني أن الطالب لم يحاول أن يتحرى الدقة والأمانة العلمية .

–         عدم الالتزام بموعد المحاضرة والحضور كان من الأمور التي اشدد عليها ، لأن كما للطالب حق فعليه واجب يلتزم به . أذكر في إحدى المرات سألن الطالبات عن سبب استيائي ونحن نسير بشكل جيد في المنهج مع المجموعات الآخرى !. رغم أن الهدف من الالتزام هو بالأساس لاحترام الوقت المخصص للمحاضرة ولتحقيق الهدف .

–         التشويش على الزميلات بالتحدث وقد وضعت حد لهذا الأمر باعتبار كل ثلاث محاولات تشويش بغياب أو كل ضجة تعني الطالبة غير مسموح لها بالمشاركة أو التفاعل.

المسموح :

–         هناك من يرى أن الطلبة يجب أن يتم ضبطهم داخل القاعة بشكل يحد تمامًا من تحركهم بحرية أو حتى تصرفهم بحرية ، وهناك من يرى أنه يجب أن يعطى للطالب بعض المساحة بحدود . بالنسبة لي مؤمنة بأن تعلم وتعليم اللغة يجب أن يكون في جو مريح وحر للطالب والأستاذ ، خالي من الشد العصبي والنفسي بل يتعامل الطالب بشخصيته  بكل أريحية و بالطبع غير مزعج بعدم انضباط الطلاب. في السنة التحضيرية الطالبات غالبًا على قدر كبير من الانضباط والاحترام والمسئولية .

–         مغادرة القاعة لأمر طارئ أو إيصال هام .

–          تناول الطعام أو شرب الماء أو العصير مسموح في المحاضرة ، لأن في الحقيقة الوقت الزمني للمحاضرات قد يطول وقد يحضرن محاضرات قبلي وبعدي فتجويع الطالب في القاعة الدراسية أمر لا يعجبني ، وكنت في دراستي للماجستير لا استغني عن شرب الماء أو تناول مشروب ساخن خلال محاضراتي فلماذا أحرم الطالبات منه ؟ . ولكن في التطبيق لم يتناول أحد الطعام ! وهناك من كن يستأذن مني لشرب الماء فكنت أخبرهن مرارا وتكرارا أن لا يطلبن مني ويفعلن هذا الأمر ببساطة . بعض الأستاذات يتحرزن جدًا من تناول الطالبة للماء أو العصير أو حتى حلوى يعتبرنها أمر معيب ومخل في الجو الدراسي . بالنسبة لي ليس هناك عيب أو محظور فكلنا نتناول الحلوى ونشرب الماء والعصير ونتناول الطعام في حياتنا العادية وليس في هذا الأمر أي قلة أدب كما كانت تحكي لي استاذة مستائه من طالبات تقوم بتدريسهن ! . حصر بروتوكول رفض هذا الأمر في القاعة لن يضيف للعملية التعليمية الكثير. أذكر في الفصل الأول كنت أقدم محاضرة متواصلة منذ الساعة الثامنة صباحًا وحتى الواحدة ظهرا مع بريكك ساعة لصلاة الظهر. في المحاضرة الأولى سألت الطالبات هل تناولن الفطور فكان الرد فقط من طالبتين ثلاث فقررت أن هذا اليوم بعد ساعة أو ساعة ونصف من بداية المحاضرة أترك لهن مساحة قصيرة لتناول طعام الإفطار فلا أتحمل ذنب بقائهن لساعات طويلة دون إفطار.

–          وعلى ذكر حق الطالبات لا احبذ أبدا سرقة العشر دقائق التي هي من حقهن فمدة المحاضرة هو 50 دقيقة والعشر دقائق هي للراحة أو للانصراف للمحاضرة التي بعدها. لا استخدم ولا اعتدي عليها إلا في حالة كان هناك اتفاق مسبق بيني وبين طالباتي لمصلحتهن.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *