يوميات أكاديمية

التحضير وطرق تقديم المحاضرات (1)

التحضير للمحاضرات حقيقة كان يستنزف الكثير من الوقت والجهد, كنت أمضي وقتي طوال أيام الأسبوع في التحضير والتفكير في كيفية تقديم المادة وفق ما تعلمته في دراستي للماجستير والقراءات والإطلاع. كنت أبدا العمل من بعد صلاة المغرب حتى الثانية عشر ليلًا وأحيانا من الخامسة عصرًا إذا كنت متحمسة للغاية ! . وفي موضوع متصل بالحماس ، بعض المرات في اختبارات طالباتي الحاسمة والمقلقة لهن كنت أعود للمنزل وأصحح مباشرة ، وذات مرة بدأت في السيارة !.

طريقة التحضير : 

تحضيري لايخلو من عدة أدوات وهي:  المنهج + كتاب المعلم + أوراق الملاحظات + اللاب توب + جوجل + المعجم + شاي أو قهوة . بداية كنت أحضر المنهج وأكتب بعض الأفكار الممكن تطبيقها أو أسئلة يمكن عرضها  أو شرح لقاعدة متوقع صعوباتها في قصاصات وأقوم بإضافتها للجانب المناسب الدرس ، بالإضافة إلى توقع الكلمات الصعبة على الطالبات – خصوصا في منهج اللغة الإنجليزية لأغراض طبيه – حيث تكثر المعلومات التفصيلية ويحتاج المصطلح إلى شرح وتوضيح ، ومصطلحات أحيانًا تتحدث عن أمراض أو وظائف حيث أن المنهج خليط بين لغة ومعلومات طبية أكاديمية . خلال مرحلة التحضير تكثر الأفكار الممكن تطبيقها والمهارات التي يمكن تطويرها ولكن حقيقة تحتاج لوقت لايمكن سرقته من الوقت المخصص للمنهج .

اللغة المستخدمة :

استخدم اللغة الإنجليزية فقط مع طالبات السنة التحضيرية ، استخدام اللغة العربية دائما ما يكون لأمر طارئ . الطريف استخدامي للغة العربية يثير الاندهاش أو المفاجأة  لبعض الطالبات  لأن لساني لم ينطق بها امامهن ويتغير صوتي تمامًا من لغة لآخرى 🙂 . مع طالبات الدبلوم بعد المحاضرة الأولى فهمت أن التواصل صعب للغاية ولا يستطعن فهمي فحاولت التسديد والمقاربة . هناك من الطالبات من طالبن باستخدام العربية وفريق آخر عارض ذلك . وكان اختياري بالطبع  أن لا أتنازل عن استخدام اللغة المفروضة للتدريس ،في الوقت ذاته  أحاول استخدام العربية معهن بقدر محدد وتبسيط المعلومة وأستعين بطالبتين للترجمة أو التوضيح. هناك أبحاث كثيرة ومواضيع تتحدث عن استخدام اللغة الأم من عدمها وفائدتها . ولكن في الحقيقة كنت احرص على تعويد الطالبات على التفكير والتحدث بها لأن ساعات الدرس هي تكاد تكون الفرصة الوحيدة والكبرى المتوفرة لديهن للممارسة دون حرج . في بعض المرات إذا أجابت الطالبة بالعربية أخبرها بأني لم أفهم ما تقول ، فتكرر إجابتها وتتذكر قانون استخدام اللغة الإنجليزية فيختلط الموقف بالضحك والمحاولة . وفي بعض المرات خصوصا إذا كان الموضوع خاص بشرح معلومة طبية أو قصة للطالبة أترك لها حرية التحدث باللغة التي تناسبها.

تقديم المحاضرة : 

–       كمنهجية عامة تعلمتها في بريطانيا ، كنت أحرص على أن التعلم لا يكون تقليدي بالإسهاب في شرح القواعد وترجمة معاني الكلمات . كنت أحرص على أن تحاول الطالبة أن تتعلم الكلمة من سياق الموضوع وتستنتج القاعدة من خلال التمارين و لم يكن الأمر بتلك السهولة على الرغم من أن كل وحدة محددة الأهداف وتركز على موضوع لغوي وقواعد محددة إلا أن الطالبات يشعرن بأنه لم يتم تقديم الشرح الكافي لهن لعدم اتباع الطرق التقليدية في التركيز على حفظ القاعدة دون معرفة كيف يمكن استخدامها في التحدث والقراءة والكتابة والاستماع.

–       كنت أحب أن أفكر في طرق تكسر التقليدية أحيانا أنجح واصنع جو للضحك والاستماع وطرد الملل وأحيانا لا أجد الفرصة لأن تطبيق بعض الأفكار والألعاب يكلف وقت وجهد فاكتفي بما يتوفر في المنهج . 

–       طرح الأسئلة كان منهجي  في تدريس اللغة الإنجليزية لأغراض طبية ،  قائم على طرح الاسئلة والنقاش والذي كان يثري المعلومات كثيرًا من عدة أطراف. من الصعوبات في هذه الطريقة رفض بعض الطالبات فكرة التعلم الذاتي أو أو تأتي المعلومة من الطالبة . لابد وأن يكون الأستاذ هو المحور الذي يقدم كل شيء.

–       عرض فيديو لموضوع ذا علاقة للنقاش واكتساب معلومات أو كمدخل، كان هذا الخيار ضعيف وغير متوفر دائما لغياب الامكانيات في القاعات.

الحضور والغياب :

عدد الطالبات كان يساعدني على حصر الغياب بدون الحاجة للعودة للقائمة وتحضير الجميع بالاسم . هناك برنامج رائع في الآبل ستور لتحضير الطلبة يوميًا ، كنت أود استخدامه ولكن حقيقة صغر عدد الطالبات وكثرة المحاضرات ورؤيتي لهن يوميًا جعلني لا استخدمه . أذكر ذات مرة دخلت لتدريس مجموعة بدلًا عن زميلة غائبة فدونوا لي الطالبات أسمائهن فخطر لي قراءتها ، فناديت اسم طالبة ولم يجيب أحد J فقمت بشطب اسمها وسط هدوء تام في القاعة لذلك أرى أن من لا يعرف كل طلابه أو عدد الطلاب كبير ويحرص على التحضير أن يراعي احتمالية حدوث حالات كهذه.

تعليقان

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *