يوميات أكاديمية

تجربتي في تدريس اللغة في النادي الصيفي

التحقت الصيف الماضي بالمركز الصيفي الذي تقيمه الندوة العالمية للشباب الإسلامي خلال فترة الصيف للأطفال والشابات . تتركز فكرة المركز على عدة أندية ، وكل ناد يتخصص في مجال معين كنادي بنات كول للفتيات ويهتم بتطوير الذات ، نادي النبراس للأطفال يقدم لهم أنشطة باللغة العربية ، ونادي الشروق للغة الإنجليزية .

نادي الشروق للغة الإنجليزية في روضة مكة المطورة صيف 1432هــ

عملت في نادي الشروق للغة الإنجليزية حيث تتراوح أعمار الطالبات بين 9 سنوات و 17 سنة . فوارق عمرية ومرحلية كبيرة من الصف السادس الابتدائي وحتى الثالث الثانوي . ومن هنا كانت بداية التحدي في هذا الفصل الصيفي مع طالبات وصل عددهن إلى 23 طالبة . كان مدة المركز شهر واحد فقط من 18 رجب وحتى 18 شعبان 1432هــ ولمدة أربع أيام في الأسبوع من الساعة الخامسة وحتى التاسعة . كنت أقوم بالتدريس في هذا الفصل مع فتاة أخرى تشاركني . وتتولى فصل الصغار فتاتان أيضًا . كنا حتى منتصف الدورة نستقبل طالبات جدد وكان هذا الأمر مربك نوعًا ما . لدينا شهر كامل  16 يوم و 64 ساعة تدريس. قبل بداية الدورة وضعت أهدافي وقلت إن نجاحي يتمثل في تحقيق استفادة لا تقل نسبتها عن 70% للطالبات . بالنسبة لي ليس من المعقول إهدار شهر كامل من أجل استفادة لا تزيد عن 30% أو 20% ! و كان من أبرز أهدافي:

التركيز على أساسيات تحتاجها أي طالبة في اللغة الإنجليزية ومنها : إتقان الطالبات للأزمنة + تصاريف الأفعال ووضعت خطة في الأربع الأسابيع للانتهاء من إتقانها ، إثراء الحصيلة اللغوية للطالبات بمفردات جديدة ، تدريب الطالبة على التعريف بنفسها والكتابة عن نفسها وهواياتها باللغة الإنجليزية.

 
ماذا تعلمنا ؟ 
  1. كيف نقدم أنفسنا للآخرين مع مراعاة لغة الجسد.
  2. كيف نعمل بشكل جماعي في صنع قاموس مصور مصغر.
  3. كيف نترجم ونفهم من السياق بشكل جماعي.
  4. كيف نقراء قصص ونحكيها للآخرين.
  5. كيف نكتب ونؤلف قصة بشكل جماعي ونمثلها مسرحيًا.
  6. كيف نستغل الوقت المحدد لإنجاز المهمة.
  7. كيف نمثل أصوات ونحاكيها ونمثل أمثال مشهورة للجمهور.
  8. كيف نتعامل ونتحدث ونطلب في المطعم و ما هي المفردات التي نستخدمها.
  9. كيف نحسن الإملاء بتجنب تكرار الأخطاء في الكلمات الكثيرة الاستخدام.
  10. طرق الكتابة الصحيحة.
  11. كيف نتحدث عن أنشطتنا في الحياة اليومية والزمن المناسب لها .
  12. كيف نتدرج في وصف أنشطتنا في الكتابة والمفردات المناسبة لها .
  13. كيف نعد سلطة شهية في وقت قصير ونتحدث بالإنجليزية عن مقاديرها ومكوناتها .
  14. تعلمنا مفردات لها علاقة بالمطبخ ، الايميل ، أفراد العائلة ، أجزاء الجسم ، الفواكه والخضروات، الأنشطة اليومية ، وصف الذات.
كان اللعب يشكل طلب أساسي لدى الكثير من الفتيات فيرد اللعب في كل وقت تسنح فيه الفرصة وكانت هناك حصيلة جيدة للألعاب ومنها :

1- ماراثون تكوين الأزمان

2- تكوين الأرقام

3-إيجاد الأشياء في الغرفة

4- تخمين الأصوات والأمثال

5- التمثيل

6-ربط الأفعال بالصور

7- ترجمة الأمثال

8- الرجل المشنوق وغيرها كثيير

 
 
وماذا تعلمت منهن ؟

* تعلمت من الفتيات الكثير ، تعلمت من المراهقات كيف استمتع معهن ولا أتضجر منهن . كانت هناك طالبة لا تعرف الكثير في اللغة وصغيرة بالسن كانت تكثر من الأسئلة وتطلب مني مساعدتها حتى تراني مشغولة مع فتاة أخرى ، كانت تتخصص في إنهاكي . في البداية كنت أساعدها ، في المنتصف قلت لها وللجميع بحزم الطالبة التي لن تعمل بما نعمل به هنا ستنتقل لفصل الصغار ، الطالبة ارتعبت لأن همها الأكبر عدم الانفصال عن جاراتها الكبار ، حين أعجبتني الحيلة أصبحت تصمت بمجرد الإشارة لها بالانتقال إلى الفصل الثاني . ومع مرور الوقت بدأت أضحك معهن بشكل أكبر وجدت أن الطالبات يسعدن أكثر.

* تعلمت أن الصغار يبهرون ويبدعون حين يعملون فقط نعطي لهم الوقت والفرصة . كنت انبهر بكل انجاز واثني عليهن بشكل دائم ، كان هذا يعزز لديهن الثقة والرغبة في المواصلة.

* تعلمت كيف أعزز أساعد أشجع وأدعم الطالبة التي لا تؤمن بقدرتها على أداء مهمة معينة .

* تعلمت أن الطالبة التي ترفض المشاركة قد يكون لديها الكثير وتحتاج للدعم والتشجيع وحتى وإن كانت لا تحب تعلم اللغة فدمجها والتحدث معها في نطاق اهتماماتها يصنع الكثير.

* تعلمت أن التجارب الصعبة تستحق المحاولة كنت مؤمنة تحدي الطالبة بتقديم أشياء تجهلها فليس من المفيد حصرها في ما تعرف بل دفعها للأعلى ، وكنت أتخوف في بعض المهام مثل مهمة ترجمة الأمثال التي يجهلون نسبة كبيرة من كلماتها، ولكن بالمساعدة والتلميح أحيانا والتغشيش في تجربة كلمة أو كلمتين نجحوا في ترجمة ال16 عشر مثل. أبهروني بالنتيجة الرائعة فقمنا في المرحلة الثانية نطلب من كل فريق فتاة تمثل لهن مثل ، والمطلوب ذكر المثل بالانجليزية من تنطقه بالعربية ستجعل الفريق يخسر. حين بدأن في التحدث للتخمين بشكل جماعي وتداخلت أصوات الفريق قررت أن الإجابة لمن تقف أولا في أي فريق وكانت مثمرة للغاية .

* تعلمت أن خلق أجواء للمنافسة ورفع روح المنافسة في هذا السن مطلوب ، العمل الجماعي أعطى للفصل روح مختلفة حيث كل فريق ينافس ويود الانتصار . المنافسة كالوقود الذي يحرك الجميع . كنا نتعلم ونستمتع وهن يتنافسن ويصرخن من أجل الفوز ، يردن الفوز من أجل الفوز لا أكثر وكان هذا شيء ممتع للغاية . 

الصعوبات :

– المكان هو روضة مخصصة للأطفال وليس الكبار فكان بالنسبة لنا هناك حدود كثيرة في الإمكانيات التي نستخدمها في الصف وتم التغلب عليها بإحضار كراسي للفصل ووضعها على شكل حذوه حصان ، وهو أحد الأشكال المفضلة في التدريس لأنه يعطي فرصة لكل الطلبة لرؤية بعضهم البعض وكذالك للمدرس.

– وجود أستاذتين في الفصل الواحد ، لم أكن أعلم أن مهمة التدريس ستكون مشتركة فكنت أظن لكل أستاذة جزء محدد وهذا كان مشتت لأن لكل أستاذة فكرة وطريقة وبعض أهدافي لم أتمكن من تحقيقها بسبب هذا التعارض .

– غياب الانترنت وشاشة العرض . تم تعويضه بوجود الكونكت وإن لم يتم استخدامه بشكل أساسي والاكتفاء بشاشة اللابتوب الصغيرة في العرض مع وجود مكبرات للصوت للاستماع . لم يكن الخيار الأفضل للمشاهدة ولكنه الخيار الوحيد المتوفر.

– غياب الرغبة في التعلم لدى بعض الطالبات ، الآباء هم من يختارون لأبنائهم وليس هم ، تم التغلب على هذا الأمر بتشجيع الطالبات على المشاركة .

– وجود قيود على الفيديوهات التي تحتوي على موسيقى في الخلفية . كان أحد الصعوبات الكبرى لكون أغلب مصادر التعلم المفيدة بها خلفية موسيقية ولايمكن سحبها .

– الفوارق العمرية و تسجيل الطالبات المتأخر بالدورة هو أمر مربك حقيقة ويقلل من حجم الفائدة  .

 -تقييد حرية الطالبات ، فمثلا صدر منع لجوالات الكاميرا ، هذه الهواتف أصبحت في كل مكان وضرورة حياتيه فمنعها من الصعب جدًا ، خصوصًا وأن أمهات الطالبات سيكن على اتصال دائم.والأمر الثاني محاولات إلزام الطالبات بعدم لبس البنطال إن لم تكن لديهن “بلايز” طويلة، بعض الفتيات في التاسعة والعاشرة ولا أظن أن السوق يوفر لهن ملابس بهذه المواصفات، كما لاحظت عدم تقبل عام للبنطال رغم انه زي تقليدي في بعض الدول ومن الجميل أن العالمية في الرسالة التي نقدمها تأتي في التسامح وتقبل الاختلافات بين الناس . لذلك كنت أجد من الصعوبة بمكان إلزام الطالبات بنظام يتنافى مع عالمية رسالة الجهة المنظمة للنادي.

– انتظمت في حضوري في الوقت المحدد وكنت أواجه مشكلة عدم تأخير بداية الكلاس رغم حضوري وتجهيزي والسبب أن الطالبات يتوافدن في منتصف الساعة الخامسة وحتى السادسة ! فتضيع نصف ساعة بدون اكتمال الفصل وربع ساعة أخرى فهناك وقت ضائع في الخطة !.

وبالنهاية كانت تجربة رائعة تعلمت منها الكثير والكثير ولازلت ممتنة لمن أهدتني الفرصة 🙂  .

3 تعليقات

  • جميل جدا اخت سمر الحقيقه تجربه مفيده خاصه في طرق مواجهة الصعوبات فغياب وسائل التعليم من اكثر المشاكل المنتشره في المؤسسات التعليميه وقليل من المدرسين من يحاول ان يوفر البديل
    وفقك الله دوما

  • قكرة مميزة أخت سمر وأرغب بالإستفادة منك أكثر فأنا مشرف تربوي لغة إنجليزية و كان عندي نادي لغة إنجليزية عند ما كنت معلم و اريد عمل مركز تجمع (نادي إنجليزي) للطلاب البارعين باللغة والذين يريدون تطوير قدراتهم. بمعدل يومين أسبوعياً. والحقيقة أنا جالس أجمع أفكار لهذا النادي.

    ملاحظة:
    أشتركت أبنتي (حنين سرتي) بمركز أعتقد أنه نفس المركز الذي كنت تشرفين عليه هل أهذا صحيح.

    • مرحبا بك أستاذ عبدالرحمن، هناك الكثير من الأفكار التي استقيها من مواقع ومدونات المعلمين ، وفكرة النادي الأسبوعي كنت أحضر فيه أحيانا وأشارك في تنظيمه. بالنسبة لفكرة النادي أتمنى لك التوفيق فيه ومن خلال تجربتنا أجد أن تحديد الهدف من البداية مهم جدًا وتصميم جدول متكامل للترم حتى تكون اللقاءات بناء يثمر في نهاية الترم بتحقيق أهدافه أو بتنفيذ مشروع مثري للطلبة.
      أذكر كانت لدي طالبة اسمها حنين ولكن لا أعلم إذا كانت هي ابنتك في نفس العام الذي قمت بالتدريس فيه. شاكرة لك زيارتك للمدونة .

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *