غير مصنف

تجربتي مع التأليف

بعد التحية والسلام 

كما وعدت أشارككم مسودة مشاركتي والتي قدمتها في ندوة المؤلفون السعوديون في بريطانيا يوم السبت المنصرم (8-5-1435) وهو اليوم الذي يوافق تاريخ ميلادي بالتقويم الهجري 🙂 . المسودة كتبتها لتساعدني في تذكر ما سأتحدث عنه في اللقاء وقد ذكرت بعض المعلومات عن إعدادها في التدوينة السابقة .

سكرين مشاركة ندوة نادي الإعلاميين

محتوى العرض 

DSC_0568

صورة العروسة  رسلتها أمي قبل شهر تذكرني فيها بالماضي وهذي العروسة هي الناجية الوحيدة في اليوم اللي قررت فيها أرمي كل عرايس من البلكونة ، واعتقد سبب نجاتها كانت جديدة وغالية ، كان عالم العرائس مسرحي وحلمي وخيالي وأمنياتي ، كان الأداة الوحيدة اللي أسافر وأتحرر فيها من كل شيء حولي لين قررت اتخلص منها وأبدا أعيش الواقع واستخدم أدواته فبدأت أكتب.

 

الإيمان بالفكرة والتحرر من الخوف 

لم يكن التأليف أو النشر في يوم من الأيام حلمي كنت كأي فتاة في عمري أكتب لا أحب مشاركة ما أكتبه ولا أحب أن يقرأ لي أحد. دخولي الجامعة نقطة تغيير إيجابية بدأت في السنة الأولى محاولاتي للانضمام للصحافة دون أن أخبر من حولي ، كنت أريد أن اختبر نفسي وأراسل الصحف وإذا ما قبلت كصحفية أخبرتهم . وبالفعل حدث في نفس العام أن طرقت بأن النشر وشاركتهم أو خبر صحفي نشر لي. النشر والمشاركة مهمة صعبة ثقيلة النشر الصحفي كان بداية التحرر من الخوف من نشر ما أكتب ،في الصيف كتبت مسودة رحلة البحث عن الذات  ومارست العمل الصحفي. مع بداية العام الدراسي سمعت عن مشروع صنع بيدي وكان من ضمن المشاركات تأليف كتاب. طبعت مسودتي وقدمتها للمعرض في ملزمة ورق سلك وتصميم بدائي جدًا “شيء يفشل”. وتشرفت بزيارة الأميرة صيته بنت الملك عبدالله لركني ودعمتني وطلبت مني طباعة الكتاب السنة القادمة وتقديم إهداء لها بالإضافة إلى دعم عميدة الجامعة ورئيسة النشاط ، كانت أول مرة أشعر فيها بثقة قوية بالذات ودفعة قوية من الناس ثقة بكتابتي.

 

الثقة بالنفس واستغلال الفرص

 رحلة البحث عن الذات

وصلتني الكثير من الآراء التشجيعية عززت ثقتي كثيرًا بنفسي كان وقتها عمري 19 سنة كنت لازلت أخطو خطواتي الأولى . طبعا في السنة التي تليها وكانت سنتي الثالثة في الجامعة عدت للمشاركة في المعرض بنسخة مطبوعة من الكتاب وحصلت على جائزة التألق بمعرض صنع بيدي وأخبروني أن الجائزة قدمت لي لأني عدت مرة ثانية بمشروعي وقد طبعته وهذا شيء تفتخر به الجامعة ثم فزت بعدها بجائزة أفضل مؤلفة شابة بجامعة الملك عبدالعزيز كانت هذه الشرارة الأولى لثقتي بقدراتي في الكتابة ثم بإيماني بذاتي وإيمان الآخرين بي ، دشنت بعدها الكتاب في حفل أقيم بالأندلسية و شاركت بعدها في عدة لقاءات منها لقاء في دار الأيتام ومشاركة في أول مناقشة كتاب لنادي بين غلافين.

 حياتي بال..

السنة التي تليها كانت سنتي الأخيرة في الجامعة وشاركت بالمعرض بكتاب حياتي بالحب هذه التجربتين كانت مهمة جدًا في حياتي وفي بداية مشواري مع الكتابة والتأليف. كنت أحرص بشكل كبير على حضور أي دورة في الجامعة عن الكتابة أو الصحافة واستغلال أي فرصة تلوح في الأفق لتعلم صناعة الكتابة. طبعا بعد حياتي بالحب أمي كل فترة تسألني سمر ما في كتاب جديد؟ كانت متحمسة لأن الكتيبين لم أخبرهم بها  وقت التأليف وإنما بعد جاهزية المسودة! كنت أشعر بعد تجربتين بأن النشر مسئولية ولن أنشر مجددًا إلا بفكرة تشعل حماستي لمشاركتها بالنشر مثل التجربتين السابقتين، النشر لغرض النشر بحد ذاته ليس متعه! لذلك طردت كل الأفكار المتناثرة لأي إصدار جديد. 

 

الاستمرارية والالتزام

 

منذ بدأت الكتابة والنشر والمشاركة مع الناس لم أتوقف حتى الآن  واصلت في الصحافة ثم اتجهت للتدوين، الكتابة والمشاركة. لأن الكتابة صارت لي شيء أتنفسه و أسلوب حياة وهي أيضا نقطة مهمة تساعد على أن يكون لك نفس طويل وصبر أن تمارس ما تحب باستمرار طبعا عدم استخدامي للغة العربية في حياتي اليومية كان عائق كبير عملي دراستي تخصصي يحتم علي استخدام اللغة الإنجليزية ١٠٠٪ وأنا أحب وأعتز بلغتي وأشعر بأنها تضعف مع الأيام وأحاول أحافظ عليه بالكتابة بشكل مستمر والقراءة والتغريد والتدوين هي طرقي التي أحاول بها أن لا أفقد ما تبقى من لغتي العربية لأن بدون لغتي الأم لن أتمكن من التواصل مع الناس.  

 

يبدأ الحلم بفكرة حدد جمهورك حدد احتياجاتهم وجود هدف من التأليف / الفكرة


تجربتي الثالثة كانت مختلفة جدا في كيفية بداية المشروع أو جمهوره بدأت فيها مشروعي من منتدى مبتعث ولم يكن فكرة كتاب أبدا بعد حصلت على درجة البكالوريوس قبلت في البعثة، اختبرت اختبار الايلتس وطلبوا مني زميلاتي أكتب عن تجربتي فكتب موضوع بكل حماس بعنوان “معنا نقهر الايلتس” طبعا ما توقعت الإقبال أو ردة الفعل والتفاعل وتثبيت الموضوع في المنتدى، انتشر الموضوع بشكل كبير جدا ، وانتهيت من مرحلة الماجستير فكانت فكرة كتابي الثالث لفئة محددة جدا / جمهور محدد جدا المهتمين باختبار الايلتس، النشر والتسويق لجمهور محدد ليس بالأمر السهل. كنت أواجه صعوبة مع تأليف الكتاب الثالث لتخوفي من الفكرة، كيف سيتقبل الناس فكرة كتاب بالعربية عن اختبار بالإنجليزية كيف استطيع إقناع دار نشر لم تسمع عن الموضوع سابقا؟ كيف استطيع الحصول على عرض طباعة جيد مع ارتفاع أسعار الطباعة ؟. في هذا المشروع بالذات كان يلازمني القلق وعدم الإيمان بأن فكرتي ستنجح لا اعتقد ستنجح أصلا أتذكر معنا أقهر الايلتس كموضوع في منتدى مبتعث نجح في الوصول للعينة لكن محاولات تغيره وتعديله ليصبح مناسب ككتاب كنت مهمة طويلة ومتعبة. كنت أسهر حتى الفجر أعمل عليه وأشعر أحيانا بالملل على ضياع أيام جميلة من عمري في هذا العمل لكن الآن بعد سيل الرسائل والدعوات والمشاركات التي وصلتني شعرت بأنه مشروع كان يستحق العناء . واسميه مشروع لأنه عمل يأخذ وقت وجهد ويستنزف من صاحبه الكثير حتى ينجزه

 

التخطيط والشراكة الجيدة

وطبعا من المهم جدًا في مشروع أي كتاب حسن التخطيط واختيار الشراكة الجيدة . وجود جدول زمني بين متى ينتهي التأليف والدقيق وتسليم العمل للمصمم أو المدقق أو حتى لدار النشر خطوة مهمة لضمان خروج الكتاب في الوقت المناسب، سباق معرض الرياض للكتاب جعل دور النشر في السنوات الأخيرة تعيش فترات انشغال منذ بداية شهر محرم  لإخراج أهم الكتب.كنت مخططة لجدول زمني لانجاز الكتاب وتبعثر المخطط. هذا الأمر أزعجني لأنه بعثر خططي لتقديم الكتاب في معرض الكويت والشارقة والدوحة.  كانت خطتي تسليم مسودة جاهزة للطباعة للناشر بحثت عن عده ناشرين وكنت أخطط للطباعة خارج المملكة وجدت أن الأسعار في الداخل والخارج مرتفعه لارتفاع تكاليف الطباعة / الورق. إلى أن اهتديت بالصدفة لدار وجوه و اتصلت بالمدير التنفيذي واتفقت معه ومثل كل كتبي السابقة جميع التعامل والتوقيع كان الكتروني تجربتي مع دار وجوه للنشر كانت ممتازة استقبلوني بترحيب قبل موعد معرض الكتاب في الرياض بشهر ونصف تقريبا قدموا لي أفضل خدمة نشر حصلت عليها وعوضت كل المعوقات التي واجهتني في هذا الكتاب. لذلك أركز على أن التأليف مرحلة مهمة وحساسة توضع في كفة واختيار من تعقد معهم شراكة التدقيق والتصميم والنشر نضعها في كفة آخرى حتى يخرج الكتاب بلغة جميلة ومظهر جذاب ويصل بسهولة للناس وأفضل نقاط التوزيع.

النشر الإلكتروني و النشر الذاتي

اليوم النشر الإلكتروني صار مهم مع النشر المطبوع وأهميته لا تقل  أبدا لأنه يوفر سرعة الوصول للكتاب للجمهور الغير قادر على الحصول على الكاتب ويساهم في الوصول إلى شريحة كبيرة جدًا بتكلفة اقل. حصر الكتاب اليوم بنسخة مطبوعة فقط قد يحرم نسبه من الناس من أن يصلها الكتاب بسهولة في تجربتي كان النشر الكتروني استجابة لطلبات وصلتني وفي هذا المجال أشكر أصدقاء كتابي ومدونتي لأن بدون اقتراحاتهم وطلباتهم ربما ما قمت بهذه الخطوة . من ضمن الرسائل التي وصلتني رسائل من بغداد وغزة لطلاب يستفسرون عن  الكتاب و كيفية شراء نسخة وهدفي هو وصول رسالتي للناس وأسهل وسيله لوصولها هو تسهيل نشرها لذلك أجد أن النشر الالكتروني من أهم خياراتي.

قنوات التسويق

الفكرة هي أهم ما يسوق كتاب خصوصا في هذا الوقت خلال السنتين / الثلاث الأخيرة ارتفع عدد الكتب بشكل كبير في العالم العربي  والمعارض سباق الناشرين والكتاب، كل يوم أتابع التايملاين بتويتر عدد الكتب المنشورة كبير جدًا كيف سيتميز إصدارك بينها؟ هناك كتب ساهمت عوامل كبيرة في التسويق لها كتويتر مثل كتاب بيكاسو وستاربوكس مع بداية الانستغرام وتسابق الناس على تصوير الكتاب ودعايات دار النشر التي تتحدث عن عدد الطبعات صنع جو حماسي مثير. اليوم  منصات التواصل الإجتماعي صارت مفتوحة بشكل أكبر للجميع ومع كثرة الإصدارات يظل السؤال كيف ستميز إصدارك ، كانت الدور تسوق لثلاث كتب مهمة تصنفها كالأكثر مبيعًا و اليوم هناك عشرات الكتب الجديدة والتي يمكن أن تدخل في دائرة نفس السباق .

 

من ضمن أهم الأمور التي يجب أن توضع في الاعتبار للتسويق : الغلاف الجذاب من المهم الاستثمار فيه وعدم الاكتفاء بالخدمات التي تقدمها بعض دور النشر، أحيانا يكون للدار مصمم  واحد ويخرج الكتب بشكل متشابه جدًا ، البحث عن مصمم جيد هو استثمار جيد من وجهه نظري لأن الغلاف عامل جذب كبير ويعطي انطباع عن الكتاب بالإضافة إلى نوعية الورق المستخدم في طباعة الغلاف أو طباعة الصفحات الداخليه ، الكتاب مثل أي منتج يحتاج إلى عناية ليخرج بشكل جميل يعكس احسان الكاتب في تقديم منتج جيد للقراء شكلًا ومضمونًا بالإضافة إلى أن الغلاف والطباعة الجيدة ستجعل الكتاب بارز جدًا في رفوف المكتبة.

 

من وسائل التسويق أيضًا مجتمعات القراء  أو مواقع تواصل القراء مثل :  القودريدز  وأبجد هوز ، موقع قراءة الكتب مهمة لأنها تنشر الكتاب بين مجتمع القراء وهو مجتمع يهتم بقراءة ونقد  وتقييم ومراجعة الكتب وهذا يساهم في وصول آراء مختلفة وبكل حيادية عن الكتاب.  أيضًا يمكن  إهداء نسخ لشخصيات معينة أو  إهداء نسخ للقراء عن طريق مسابقة أو سحب عشوائي أو تقديم عرض خاص على سعر الكتاب خلال رمضان أو العيد .هناك أيضًا حفلات توقيع الكتب هي مناسبة جميلة لقراءة أجزاء من الكتاب والإجابة على أسئلة الجمهور لا أعلم مدى رواجها بعد أن أصبحت حدث مهم في معرض الكتاب ، جربتها في رحلة البحث عن الذات وكانت فرصة رائعة جدًا بحضور عدد كبير .من الوسائل الآخرى  النشر في وسائل الإعلام المختلفة ،  المشاركة في مناسبات ثقافية إجتماعية ومحاولة الوصول للجمهور بكل الوسائل الممكنة. طبعا مهم جدًا يكون التسويق أخلاقي لأن الصدق والأمانة قيمة مهمة.

 

وأخيرًا اعتقد المشاركة مع القارئ هو وسيلة ممتازة جدًا للتسويق، قد تبدأ مشاركة القارئ من مرحلة التأليف فيقرأ بعض ما تكتبه وخططتك و طريقتك في الكتابة واستعدادتك لتقديم الكتاب خلال شهر شهرين أو حتى سنة، هناك تغريدات أو تدوينات كانت نواة كتب مميزة أحبها الجمهور ونالت شهرة واسعة جدًا لذلك لا تتخوف من مشاركة الناس مشروعك قبل نشره أبني معهم ألفة وحماسة للقراءة لك. اليوم وسائل التواصل الاجتماعي فتحت مساحة واسعة جدًا للتواصل والتفاعل مع الآخرين ، شارك الناس وتقبل أفكارهم ممكن فكرة تغير مسار مشروعك و تطوره هناك مدونين مثل وسيم عازب ود.وليد الشعلان نشروا أجزاء من رواياتهم في مدوناتهم قبل سنتين تقريبا ولاقوا صدى جميل واليوم يقدمونها إصدار مطبوع للجمهور في معرض الكتاب . د. وليد الشعلان كنت أقرا فصول روايته في المدونة وحين أعلن عن تحويل الرواية لكتاب وعدم نشر الجزئيين الأخيرين توقفت عن القراءة وانتظرت كقارئة سنة لحين صدور الكتاب لأن الفكرة فيها جاذبية وأصالة تستحق الانتظار. د.وليد. نموذج مميز لبناء علاقة وطيدة مع القارئ المحتمل في المستقبل وصديق كتابك. لذلك كون علاقة ممتازة مع القارئ ،تواصل تفاعل معه وأعطه فرصة يتواصل معك ويشاركك المشروع ، الكاتب الجيد لايصنع مسافة أو هالة بينه وبين الجمهور ود. الغذامي الأسطورة مثال يحتذى به. 

 

أحد قراء كتابي الأخير راسلني وطلب أن يهديني نسخة من كتابي لأنه اقتنى نسختين! كانت نسختي تحمل إهداء منه ومشاركة وملاحظات لأفكار. بصراحة هذا الإهداء يحمل معاني كثيرة بالنسبة لي . أولا ما توقعت سيصلني إهداء والحقيقة لم يكن لدي نسخة خاصة من الكتاب كان تصرف نبيل جدًا وهذا أجمل شي حصدته من التأليف والكتابة تكوين صداقات جميلة والتعرف على أناس ليس تدعمك فقط وإنما تساعدك وتنقد عملك ليصبح أفضل. لا يوجد عمل كامل لذلك أنصح أي مقبل على التأليف أن يسمع لمن حوله، يسأل ويستشير الأمناء ويفتح مجال لمشاركة حتى من لا يعرفهم. 

 

معيار النجاح

بالنسبة لي وصول الفكرة والهدف للناس هو النجاح الحقيقي لإصداري وليس أي معيار آخر. وبناء علاقة جيدة مع القارئ لأن العلاقة لا تنتهي مع القارئ بمجرد شراء أو تصفح الكتاب بل تبدأ ، العلاقة ممتدة وتقويتها يجعل القارئ أقرب اكثر للكاتب وأصدق في طرحه. وأخيرًا يمكن أن ألخص  أشياء تعلمتها كالتالي:

Screenshot 2014-03-07 01.11.09

لو فكرت بشي ممكن لو قدرت غيرته بتجاربي ما اعتقد لأن كل لحظة فرح أو إنجاز أو لحظة ألم وإحباط علمتني ، وختاما أقول لكل متردد في دخول مجال التأليف إذا كان لديك فكرة تستحق الانتشار أبدا اليوم. شكرًا

3 تعليقات

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *