مهارات أكاديمية, يوميات أكاديمية

التحليل الإحصائي : وأخيرًا فهمت !

وأخيرًا انتهى الفصل الدراسي الأول ، بالأمس كان ختام هذا الفصل بتحدي جديد وتعلم مهارة جديدة . حضرت صباحًا دورة من دورات عمادة الدراسات العليا عن التحفيز وكيفية التغلب على الصعوبات ولحظات الشعور بالملل والتعب والإحباط  وكانت دورة جميلة وفرصة جيدة للتواصل. تلاها ظهرًا المحاضرة الأخيرة في طرق تحليل المقالات الإحصائية ،سبق وقد درست الإحصاء  لكن في الحقيقة هذه المرة كانت مختلفة تماًما وأضافت لي أبعاد جديدة أفكر وأنطلق منها. قبل حضور هذه المحاضرات لم أكن أقدر أهمية فهم التحليل الإحصائي حتى وإن لم أرغب في استخدامه  في جمع بيانات بحثي هذه المادة علمتني أن فهمي للطرق الإحصائية المختلفة سيساعدني في تحليل الدراسات السابقة وانتقادها بشكل أفضل. في الماضي حين أقرأ المقال لا أقوم بالتدقيق كثيرًا في الجداول والرسوم البيانية والطرق الإحصائية كنت أنظر لها نظرة عامة ومصدقة لما يطرحه الكاتب لاعتقادي بأن استخدامه للبرنامج الإحصائي دليل كافي ، هذه المادة علمتني أن أنظر لها بنظرة فاحصة وناقدة فربما اختار كاتب المقال أسلوب تحليل خاطئ أو مقارنة غير منطقية أو أداة البحث غير دقيقة وغير فعالة وهذا الشيء يساعدني في دراستي وبحثي وكيف يمكن أن أحلل المقالة الجيدة وغير الجيدة .

طلب منا المحاضر اختيار مقال من ضمن المقالات التي تهمنا في موضوع بحثنا و اُستخدمت فيه الطريقة الكمية في جمع البيانات ومن ثم تحليل المقال وتحديد النقاط الإيجابية والسلبية في اختيار طريقة تحليل البيانات وعرضها. وفي المحاضرة الأخيرة نعرض ما توصلنا إليه من القراءة كمجموعات مع المقارنة بين المقالات . قبل العرض كنت أقول لزملائي: ” أعذروني إن لم تفهموا شيء مما سأعرضه فأنا أيضًا قد لا أفهم ما سأقوله” : ). كنا جميعا نشعر بالقلق من تقديم العرض ، خصوصًا وأن بعضنا لم يستخدم الإحصاء مسبقًا أو لا يعرف الكثير عنه فكانت هذه المادة تشكل تحدي كبير ولكن بالتعاون بين الزملاء ومحاولة تبسيط المعلومات ومساعدة المحاضر تيسرت الأمور. بالمناسبة المحاضر وهو بروفيسور في الرياضيات ويحب مادته جدًا مخلص فيها وشديد الحماسة لدرجة أني اسميته ” انشتاين الإحصاء ” !. والفرق الذي وجدته في محاضراته أن لا يعلم كيفيه استخدام الإحصاء فحسب بل كيف يمكن أن نفكر ونحلل وندقق وننقد وهو ما لم يسبق أن تعلمته في محاضرة أو دورة. كان يطلب منا إعادة عمل نفس الاختبار الإحصائي من أمثلة معينة وتحليل النتائج وكيف يمكن تغيرها إن استخدمنا أساليب آخرى.

كنا أربع مجموعات حضرت في اليوم الأخير والاختبار الكبير! وكل مجموعة أبدعت في تقديم عرضها بشكل مبسط وواضح . والطريف في النهاية كل شخص يثني على أداء الآخر وقدرته على إظهار خبرة في الإحصاء وكل شخص يشير إلى أنه لم يقدم الكثير. الحمدلله تعلمنا واستفدنا في جو جميل جدًا من التحفيز والحماسة 🙂 . الجميل في هذه المواد والدورات أنها تقام في القسم وخاصة لنا طلبة الدكتوراة يقدمها أساتذة القسم مما يعني بأن التواصل مع الطلبة والأساتذة جميل جدًا ونلتقى دائما في المحاضرات والسيمنارات وحتى الممرات J لأننا نتشارك نفس المبنى . وختامًا يمكن أن أقول كان فصل دراسي مجيد . أخبروني كيف كان فصلكم الدراسي؟

تعليقان

  • تطرقنا لتلك الأشياء هذا الترم ب ماده جميله اسمه evidence based Medicin الهدف الأساسي الماده كيف تقرا دراسات بشكل نقدي كيف تنقد الدراسه وما هي الأشياء التي تتطرق لها لتعرف هل هذي الدراسه صحيحه اما تمت ب إهمال ومنها القراءه الإحصائية وكيفية فهم الجداول والأرقام الي اكتشفته منك ومن نفسي ذاتها حتى دكتور الماده قالها ان كثير يهمل تلك ولا يفهم لها ب الرغم من احتوائها على معلومات كثيره جدا

  • مقال مهم وملهم كما عودتينا.تجربتك مع التحليل الإحصائي تشبه تجربتي. درست مواد التحليل إحصائي ونجحت بتفوق لكني لم أهتم كثيراً في تطبيق ما تعلمت عند قراءة المقالات في مجالي. كنت أكتفي بالشرح الموجود أسفل الجداول والرسومات البيانية حتى مررت بموقف غير نظرتي للموضوع وأشعرني بأهمية قراءة الجداول والرسوم البيانية بتمعن.
    لي زميلة درست معها بعض المواد واكتشفت أنها تهتم جداً بالرسوم التوضيحية والجداول البيانية وتعتمد على رسم صورة توضيحية لأي نقطة يصعب عليها فهمها. عند سؤالها عن تعلقها الشديد بالرسوم البيانية والأرقام والجداول الإحصائية أجابت أن عالمي عبارة عن أسهم وأشكال متداخلة ببعضها. لا أجيد التعامل مع الكلمات إن لم أضعها داخل شكل أو رسم بياني يبين علاقة الأشياء ببعضها.
    هذه الزميلة في أحد الأيام “أضاعت ٤٠ دقيقة” من وقت المحاضرة لأنها لم تفهم رسمة بيانية في مقال كنا نناقشه. أخذت تسأل الدكتور عن المعيار المستخدم ولماذا جاءت النتيجة بهذا الشكل. كانت تصر على أن تعطى إجابة مقنعة تفهمها. بدأ الدكتور بالشرح وهي تناقشه ووصل الموضوع لحد توتر الدكتور. في النهاية بعد أن ضاق ذرعاً بأسئلتها أعطي شرح مبهم وأنتقل للمقال التالي بسرعة. أنا وقتها لم أفهم حرصها على أمر ليس ذو أهمية وأعتقدت أنها توقفت عند تفصيلة بإمكانها تجاوزها والتركيز على الصورة العامة والفكرة الأساسية في المقال. في اليوم التالي وصلنا منه إيميل يعتذر على تقصيره بالأمس وأنه أخطأ في تحليله للرسم البياني وأعاد شرحه.
    موقفها نبهني الى أهمية نقد وتحليل البيانات في المقالات وأن فهم هذا الجانب مهم لنقد المقال ككل وتحديد جودته تبعاً لهذا المعيار. كما أن فهم الرسوم البيانية يعطي بعداً آخر لفهم المقال.
    زميلتي المصابة بالتوحد ترى العالم من خلال شبكة معقدة من الرسوم والأشكال التي توضح علاقة الأمور والأشياء ببعضها. تعلمت منها أن لا أهمل هذا الجانب البصري على الأقل عند دراسة المقالات العلمية.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *