يوميات أكاديمية

تذبذب العلاقة مع المشرف الدراسي

تصل العلاقات في الحياة أحيانا إلى طريق مسدود في حالة غياب التفاهم أو القدرة على التواصل والاهتمام بين الطرفين . في رحلة طويلة وشاقة كرحلة الدكتوراه ماذا يمكن أن يفعل الطالب إذا شعر بأن مشرفه غير مناسب ؟، ومتى يمكن تصديق هذا الشعور ؟ هل تعليقات المشرف القاسية على البحث سبب كافي لخلق حالة عداوة ؟ آم  أن تقصير المشرف وغيابه وعدم تجاوبه و كفاءته أسباب أكثر جدية ؟ أسئلة كثيرة تتوارد حول الاسباب التي قد تجعل البقاء مع المشرف خيار غير ممكن والانفصال وطلب تغيره خيار حتمي !.

بداية يجب أن يبدأ الطالب في هذه المرحلة في التفريق بين الإنذار الجاد والإنذار الوهمي فلا يختلق أسباب قد يكون هو أحدها في عدم نجاح التواصل والتفاهم بين الطرفين في الوقت نفسه لابد وأن يلاحظ هل مشرفه تنطبق عليه مواصفات المشرف الناجح آم لا. هناك الكثير من المقالات التي كُتبت حول دور المشرف والعلاقة بين المشرف والطالب بعضها سرد الكثير من المواصفات السحرية والخيالية والبعض الآخر اكتفى بالمواصفات الضرورية. في كلا الحالتين هناك شروط وقواعد تفرضها كل جامعة توضح دور المشرف وتقدمها للطلبة ضمن الارشادات العامة للدراسة بالإضافة إلى نموذج الاتفاق بين المشرف والطالب على أن يلتزم كل طرف منهما بما له و ما عليه. هذه الشروط والاتفاقات الموقعة رائعة جدًا لكن الواقع قد يختلف تمامًا!

هناك إنذارات تستدعي  الطالب للتفكير بجدية لإنقاذ نفسه قبل الدخول في ورطة مع مشرف غير مناسب سألخصها في النقاط التالية :

1-      عدم رد المشرف على البريد الإلكتروني فترة طويلة .

2-     انشغال المشرف وعدم تفرغه لطلبته طوال العام.

3-      عدم قراءة المشرف لما تكتبه واكتفائه بإرسال تعليق عام ومقتضب.

4-      غياب النقد والتوجيه والتصحيح .

5-      وجود فجوة كبيرة بين تخصص مشرفك واهتماماته البحثية وبين توجهك في البحث.

6-      محاولة المشرف إقناعك بتغير موضوعك تمامًا لاتجاه موضوع يحبه ويفضله .

7-      عدم الانتظام في الاجتماعات .

8-      الاجتماعات المشتتة وغير الموثقة وعدم تحضير المشرف المسبق لها فيطرح لك في كل مرة اقتراحات جديدة وليدة اللحظة.

9-      عدم سؤال المشرف عن تطورك أو إرشادك إلى ما ينفعك ويفيدك .

10-   أسلوب التعامل الغير مهذب والتقليل من شأن الطالب .

في حالة لم يقم المشرف بأداء واجباته وقصر فيها تقصير شديد تأكد بأن هذا لن يضره ابدا بل سيضرك لأنك أنت الطالب الذي يحضر التقارير وأجزاء من البحث وسيقدم للجنة السنوية أهم إنجازاته .أحيانا ينشغل المشرف كبقية المشرفين أو يقصر في عمله ، هذا لا يعني أنه غير مناسب طالما يقوم بدوره في المتابعة والرد والتعليق على ما تبعثه إليه. تذكر مشرفك لن يتحمل المسئولية كاملة عن التقصير فهي مسئولية مشتركة ، إن قمت بدورك على أكمل وجه وتواصلت وسألت واستشرت وقصر تقصير كامل في الرد والتواصل والتعاون يمكنك حينها مخاطبة مشرفك مباشرة وفي حالة كان يصعب عليك التواصل معه، يمكنك نقل مشكلتك  للمشرف التعليمي في القسم ليرشدك أو لرئيس القسم للبحث في تنبيه المشرف إلى جوانب القصور أو خيار تغير المشرف والعمل مع مشرف جديد. لا تنتظر حتى فوات الأوان دون حل مشكلتك فهناك حالات قصر فيها المشرف تقصيرًا كبيرًا تجاه طلبته ليكتشفوا فيما بعد بأنه غير مهتم بموضوع البحث ويعتذر عن اتمامه معهم أو أنه يستعد للانتقال لجامعة جديدة أو للتقاعد ولن يكمل المشوار معك ، حينها ستكون المتضرر الوحيد. اكتشف مشكلتك منذ بدايتها وحاول معالجتها بكل الوسائل الممكنة ، إن لم تستطع التواصل مع قسمك تواصل مع الكلية وإتحاد الطلبة. ومن المعلوم أن الجامعات البريطانية تهتم اهتمام كبير بالطلبة وتدعمهم لأنهم هم أساس الجامعة ففي حالة واجهتك أي مشكلة لا تتردد في البحث عن الحلول الممكنة والقانونية . كل الأمنيات لكم باختيارات موفقة 

تعليقان

  • من واقع أحكيه يا سمر، أنا كانت علاقتي بمشرفي الأول متعثرة منذ انتقاله إلى ماليزيا ليعمل في فرع جامعة نوتنجهام هناك. الخلل في علاقتنا كان قلة التواصل وعدم رده و غيابه الذي قد يصل إلى ٦ شهور .. اما الاجتماعات الاشرافية فكان يذهب نصفها الأول في تذكيره بعملي و النصف الاخر سيل من العلم لا ينتهي. فهو ضليع في هذا المجال و من الاشخاص الذين لا تودين أن يصمت لو للحظة. جائتني لحظات كثيرة اود فيها جديا بتغييره لمشرف اخر في بريطانيا. و استخرت الله و استشرت مشرفتي الثانية لكن نصحتني ان لا أغيره لان اسمه بحد ذاته يعطي ثقل للعمل و للاوراق المنشورة.

    الحمدلله توفقت بأن مشرفتي الثانية كان حضورها كبيرا و علاقتنا جيدة ولله الحمد. التأثير الذي طرأ نتيجة غياب المشرف الأول هو فقط تغير مسار البحث تغيرا جذريا.

    اعتقد الطالب يمكنه أن يكتب إيجابيات التغيير و سلبياته ، ثم يستشير مشرفه الاخر و ايضا رئيس فريق البحث و بالطبع يستخير الله ثم يختار أي الطرق سيكون أنجع له و لبحثه.

    • مرحبا أختي غادة ،
      حقيقة أشكرك على الإضافة المهمة ، ومن الجميل أن يفكر الطالب ويستشير في الخيارات ومايترتب عليها بالمجمل. وكما تفضلتي مشرفك لديه مميزات وخبرة قد تغطي جوانب النقص. الجميل في حالتك مساندة وتمكن المشرفة الثانية لأن المساندة تعطي للطالب ثقة .

      بعض الأقسام لاتحرص على وجود مشرف ثاني للطالب، بالنسبة لي لم يكن لدي سوى المشرف الأول ولم يتم تعيين أي مشرف آخر حتى بعد انتهائي من السنة الأولى ، والكثير من زملائي في السنة الثالثة والرابعة وليسوا على تواصل مع المشرف الثاني بتاتًا بعضهم بسبب الخوف من تدخلاته في عملهم ، والبعض الآخر يكتفي بمايقدمه له مشرفه الأول .

      وبالنهاية يختلف الوضع بحسب ثقافة القسم والجامعة واهتمامها بالإشراف والمشرفين وتطور الطالب في عمله.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *