السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
سأبدأ سلسلة لعدة ندوينات عن رحلتي لبلجيكا وفنلندا لحضور مؤتمرات . اليوم سأتحدث عن رحلتي من نيوكاسل للندن ومن ثم لبروكسل وصولنا لأنتورب – المدينة التي عقد فيها المؤتمر . كانت بداية الرحلة مع التحضير للسفر من نيوكاسل إلى لندن لعدم وجود رحلة مباشرة لبلجيكا منها ، فكان المرور بلندن ضرورة حتمية . انطلقنا قبل الرحلة بيومين ونزلنا في فندق Jurry Inn وهو قريب من مطار هيثرو في لندن تقريبا يبعد عنه 15-20 دقيقة . كانت الفترة جدًا مزدحمة مع نهائي كأس أوروبا مما جعل العثور على غرفة في فندق مجاور للمطار صعب جدًا مع توافد الجمهور الألماني لتشجيع فرقهم في النهائي. المهم نافذة الغرفة كانت تطل على منظر بديع لإقلاع الطائرات ، لم نشعر بالإزعاج أبدا وإنما بعظمة رؤية الطائرات تحلق على ارتفاع قريب منا فكانت هي الصورة الأولى في الرحلة.
حين وصلنا للمطار في تمام الساعة الرابعة والنص كان المطار مليء بالمشجعين المفترشين في كل مكان في المطار بانتظار رحلات عودتهم لألمانيا. كان الإقلاع من مطار هيثرو في تمام الساعة 6:55 دقيقة على الخطوط البلجيكية ، الإجراءات سريعة والتعامل في الطائرة جيد . كنت اعتقد أن مدة الرحلة ساعتين ولكن تفاجأت حين تم إعلان الهبوط خلال 50 دقيقة . طالعت في ساعة الجوال فكانت تشير للثامنة ، فحينها أدركت أن الوقت تقدم ساعة كاملة . كان منظر الهبوط مختلف مع رؤية المسطحات الخضراء بألوان مختلفة، كنت أشعر بأن الأجواء مختلفة في بلجيكا وكانت فعلا كذلك. كان هبوط الطائرة جدًا مريح.
بعد الهبوط السريع فُتحت أبواب الطائرة وودعنا الكابتن الذي حلق بنا وهو يرتدي قميص و”برمودا” وعلى عنقه علم فريق بايرن ميونخ الألماني كان منظر الكابتن بالكدش والملابس الكاجول يوحي بأنه أخذ الرحلة ببساطة شديدة ! دون أن يتقيد بملابسه الرسمية. المضيفة التي ودعتنا معه كانت ترتدي علم الفريق كذالك ولكن بلباسها الرسمي . لو كنت ألمانية واشجع كرة القدم لابتهجت بكل تأكيد لهذا الولاء للفريق الفائز من قبل كابت الطائرة والمضيفة . المهم لما خرجنا من الطائرة كالعادة هناك مسار طويل للوصول لنقطة التفتيش. لفتني في هذا المسار كثرة المجسمات والرسومات الجمالية ، والتي أضافت لرحلة المشي الطويلة متعة مختلفة. حين وصلنا للتفتيش كان الطابور طويل ولكن خلال 15 دقيقة انتهى الجميع.حين جاء دورنا سألنا الموظف عن سبب الزيارة فأخبرته لحضور مؤتمر وسياحة فطلب صورة من خطاب الدعوة للمؤتمر وبالكاد وجدتها حتى ختم لنا الجوازات وسمح لنا بالمرور. الملفت في منطقة التفتيش أن الجميع يخضع لها سواء كانت الوجهه هي بلجيكا أو أن المسافر قد هبط في بلجيكا ترانزيت ويود اللحاق برحلة آخرى.
توجهنا بعدها للقسم الخاص بالقطار بمتابعة لوحات المطار، من حسن الحظ أن المطار مربوط بشبكة قطارات دولية ممتازة . ذهبت للكاونتر وطلبت تذكرتين لانتورب ، أعطاني الموطف بطاقة والباقي ، فأخبرته أني اريد بطاقتين واعتذر مني وأخبرني أنه لم يفهم طلبي. حصلت على البطاقتين وسألته عن القطار القادم وأخبرني بموعده في تماما الساعة 10:05 سيتحرك من المحطة . كانت الساعة التاسعة والنصف حينها . بحثنا عن طريقنا للمحطة التي سيتوقف فيها القطار وسألنا عدة أشخاص للتأكد من المكان الصحيح. معلومات التذكرة مكتوبة باللغة الهولندية ولاشيء فيها بالإنجليزية سوى التاريخ والعملة. وكان هذا التحدي الأول في زيارة دولة تعتمد بشكل كبير على اللغة الهولندية والفرنسية كلغتين رسميتين .
وصلنا للمحطة الثالثة وقد وصل قطار أحمر اللون ويبدو قطار سريع ، كانت وجهته إلى فرنسا والتي تبعد عن العاصمة بروكسل بالقطار قرابة الساعة . وصل بعدها قطارنا وكانت اللوحة تشير للمناطق التي سيتوقف فيها ، كانت القائمة طويلة وبالكاد وجدت اسم أنتورب مع التأكد من الموظف والإنصات للنداء الداخلي. داخل القطار لا تذاع المعلومات سوى باللغة الهولندية والفرنسية ، وقد أخبرتني إحدى الزميلات في المؤتمر لاحقا أن هناك مناطق ينادي فيها القطار فقط بالهولندية أو الفرنسية لأسباب تتعلق بتحدث أهل هذه المنطقة لإحدى اللغتين وتعصبهم لها.
المهم طوال رحلة القطار أحاول استخراج اسم المدينة التي سيتوقف بها مع قراءة اللوحة في المحطة. وخلال 50 دقيقة كنا بحمد الله سمعنا نداء محطة أنتورب . حين توقف القطار في للمحطة سارعنا لإنزال الأمتعة وبحثنا عن أقرب مكان للتاكسي ليوصلنا للفندق . لما وصلنا الفندق كانت المفاجأة أن الفندق يبعد عن المحطة 5 دقائق وليس كما صوره لنا تطبيق خرائط قوقل:).
محطة أنتورب بُنيت بين عامي 1895 – 1905 ولازالت محتفظة برونقنها الفريد
الانطباع الأول لي في أنتورب كانت غريب ، فقد كنت أشعر بأني في مكان مختلف وكان الزمن تقدم أو عاد بي للوراء لست أدري . أنتورب استطيع أن أقول منذ يومي الأول فيها هي مدينة حالمة . سأتحدث عنها أكثر في الجزء الثاني والذي يحمل تفاصيل التجول في المنطقة التاريخية في أنتورب ضمن البرنامج السياحي الذي قدمه لنا فريق عمل المؤتمر . كونوا بالقرب.
أضف تعليق