مُلهم, مهارات أكاديمية, يوميات أكاديمية

مما تعلمت اليوم عن عن الدعوة إلى إلاسلام

استيقظت اليوم الأحد  في الثامنة والنصف كنت متعبة جدًا بعد أرق السبت ، بدأت استعد للخروج للحاق بدورة إعداد دعوية  في مسجد الجامعة تنظمها الجمعية الإسلامية بجامعة نيوكاسل. الهدف من الدورة إعداد المتطوعين للمشاركة في أسبوع التوعية بالإسلام في الجامعة .لما قرأت عن هذه المناسبة كنت أتساءل بخجل كم هي الأوقات التي نصرفها في انشغال في الحياة؟ وكم هي الأوقات التي نصرفها من أجل نشر رسالة دعوية؟.

 محطة الميترو - نيوكاسل

تأخرت قليلا في الخروج وحين أدركت محطة الميترو كان يتوجب علي انتظار عشر دقائق لأن الخدمات في يوم الأحد تتقلص للحد الأدنى . كنت أجلس في المحطة انتظر القطار وأراقب الدقائق 6,7,8,9,10 حين تبقى على موعد وصول القطار ست دقائق اقترب رجل عجوز وأخذ يقول لي : تبقى ست دقائق , ثم بدأ ينتقد التأخير والوظائف وتوفيرها كنت أتمتم وأكتفي بهز رأسي أو الرد بكلمة مقتضبة . أدركت أنه لا يبدو على ما يرام ربما يعاني من مرض نفسي , وبدأت أنظر للساعة تبقى 4 دقائق كانت أطول من سنة , في هذه الأثناء دخلت للمحطة سيدة فالتفت لطرق كعبها واتجه نحوها وبدأ يتحدث ويتحدث و يتحدث حتى وصل القطار, حمدت الله أنه وصل وابتعد عني .سارعت الخطى لمكان الدورة وقد تأخرت ربع ساعة وكم أكره التأخير , حين وصلت كانت الدورة في بدايتها وحقيقة ما جعلني أدون عنها اليوم هو الشعور الغريب بالذهول الذي انتابني بعد الساعة الأولى بعد عدة أسئلة طرحها المحاضر . كان مقدم الدورة الأستاذ سهيل متمكن جدًا من المادة ويمثل مركز التنوع الإسلامي ( Islamic Diversity) وهو مركز إسلامي يهتم بنشر الإسلام وتثقيف المسلمين في شمال بريطانيا. اعتذر مقدمًا لعدم جودة الصور لوجود حاجز .

image4

      • استوقفتنا هذه الصورة حين سأل المدرب هل يمكن دعوة شخص بهذه الهيئة؟ , كانت الإجابات مختلطة ومترددة وتميل للرفض , بعدها بدقائق عرض لنا الصورة الثانية وهي لنفس الشخص وقد هداه الله للإسلام العام الماضي :).
      • أولا أكد المحاضر على ضرورة استحضار النية من الحضور والتطوع أن تكون خالصة لوجه الله لأن المقاصد تختلف وقد تتغير . هذه القيمة والتأكيد عليها في بداية المحاضرة كانت مهمة جدًا .
      • طلب منا المحاضر تكوين مجموعات واختيار اسم للمجموعة , خرجت الكثير من الأسماء منها المعقول ومنها الغريب : زهرة الإسلام , مسجد قباء , المهاجرون , أصدقاء النبي ,تسليم , قوة الإسلام , الفريق الإسلامي … ألخ. كان تعليق المحاضر أن هذه الأسماء مألوفة لنا كمسلمين ولكن ماذا ستعني لشخص غير مسلم ؟ كان هذا السؤال نقطة تحول في التفكير أن الاختيار يجب أن يكون من منظور يفهمه المستهدف وليس من منظورنا ثم بدأت الجولة الثانية لتغير الأسماء إلى :نور الإسلام , كن هادى وتعلم عن الإسلام , … وأسماء أخرى جميلة  لا تسعها ذاكرتي .
      • لما عرض المحاضر الآية : (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ)  قرأتها وكأنها هي المرة الأولى التي تمر علي واستوقفني حين علق بالقول كل شخص يساهم في دخول شخص للإسلام سواء بكلمة طيبة أو تصميم أو مساعدة في تجهيز للدعوة يكتب له الأجر كما يكتب لمن دخل في الإسلام . الدعوة لها قيمة ومردود عظيم نغفل عنه كثيرًا.
      • السؤال التالي الذي طرحه : ما هو دورك في الدعوة ؟وأشار إلى أن لكل شخص دور بشكل مباشر أو غير مباشر مهما بدا له صغير.
    • photo
      • بوستر ومطويات الدعوة لحضور أسبوع “اكتشف الإسلام “
      • بعدها انتقل الحديث لطرق تسويق الأسبوع الدعوي في الجامعة مع شرح لمخطط الخيمة , عجبني وجود الخريطة والرؤية الواضحة وكانت هناك دعوة للمشاركة عن الحدث بكل الوسائل الممكنة ونشر البرومو الخاص بالحدث.

https://www.youtube.com/watch?v=5J3VDPt1Zo8

 

  • من الملاحظات الهامة التي ذكرت في هذا الجانب : حين نقوم بدعوة غير المسلمين لأسبوع  ديني يجب أن نضع أنفسنا في مكانهم هل سنقبل الدعوة؟ ماهي الصيغة التي نتقبلها؟
  • بعدها تم تقسيم الفريق بسحب المهمة التي سيقوم بها وبعد الانتهاء منها كان هناك فاصل للصلاة وتناول الغداء ! بعد الغداء بدأت الفقرة التي اكتشفنا فيها كم نحن نجهل إسلامنا !

image5

  • في هذه الفقرة طلب منا الأستاذ سهيل كمجموعات كتابة أصعب سؤال مر علينا في ما يتعلق بالإسلام وطرح الجميع أسئلة كثيرة منها : وجود الله عز وجل , خلق الكون , الحجاب, تعدد الزوجات , زواج النبي محمد صلى الله عليه وسلم , سبب تحارب وتنافر المسلمين , ما فائدة الدين في الحياة وأسئلة كثيرة جدًا. بدأ بعدها المحاضر في تقمص دور شخص غير مسلم وبدأ يختار شخص  تلو آخر ويحاوره في الاسئلة ، المحاضر ما شاء الله تقمص الدور بإتقان وطرح أسئلة تفصيلية متوقعة , كانت الربكة وعدم تناسق الإجابات قد أصابت كثير ممن شاركوا في هذه التجربة, كانت صادمة بالنسبة لنا لأننا شعرنا أننا لانعرف الكثير عن كيف يمكن أن نجيب بواقعية ووضوح على أسئلة كثيرة تطرح علينا. في هذه الفقرة بالذات شعرت أني غير مؤهلة للدعوة فالدعوة تحتاج للكثير من القراءة والاطلاع والتبصر . في نهاية التجربة طمننا المحاضر إلى أن هذه دورة تأسيسية وقد تعمد تصعيب الاسئلة ولكن الهدف هو التأكيد على ضرورة وضع مثل هذه الحوارات الصعبة والمتشعبة في الاعتبار. كانت فقرة مهم هزتنا جميعا لنفكر ونتفكر أكثر في كيف نقوم بدورنا في الدعوة ونناقش مانعتنقه ونقتنع به.وقد ذكر نصائح مهمة في المناقشة ومنها :

 

  1. لا تحاول أن تجيب على كل سؤال طالما لا تعرف إجابته بل قل لا أعلم .
  2. حين تجيب جاوب من منظورك ولكن بوضع ما يفكر به الطرف الآخر قيد الاعتبار , فما تراه مسلمات يراه أمر مشكوك فيه .
  3. من يقود المحادثة ؟ لا تجعل السائل يقودها للاتجاه الذي يريد بل يجيب أن تضبطها وتديريها ( أغلب المشاركين في التمرين فقدوا القدرة على إدارة الحوار وضبطته وتوجيهه أو الإجابة بشكل مقنع)
  4. تذكر: الهداية ليست بيدك الهداية بيد الله ومهمتك هي توصيل الرسالة.
  5. من اتكيت الدعوة :
  6. لا تدخل في جدال لا نفع وفائدة منه .
  7. لا تكذب على الله والرسول والإسلام لتنقع الناس .
  8. لا تتحدث عما لا تعرفه.
  9. لا تقاطع المتحدث , أو تحاول أن تبدو أكثر معرفة منه .
  10. لا تستخدم مصطلحات عربية دون شرح معناها.
  11. لا تقاطع شخص يقوم بدعوة شخص آخر .
  12. لا تدخل في نقاشات فكرية.
  13. أجعل الأمور بسيطة
  14. لا تقارن بين الأديان خصوصا إن لم تكن سبق وكنت على دين آخر.
  15. التزم بتوصيل رسالتك فقط.

 

  • انتقل الحديث بعدها عن تقنية محددة للدعوة تسمى GORAP ,هي بسيطة ومفيدة , يشرحها المقطع التالي :

في الجزء الأخير كان هناك تدريب ثم تطبيق لطرق بدء الحديث والرد على الأسئلة المتعلقة بوجود الله عز وجل . بعد أن تجاوزت الساعة الخامسة عدت أدراجي قبل دخول المغرب  للحاق ببقية المهام التي حددها لليوم ومنها تسليم نتائج تصحيح أولمبياد اللغويات البريطاني. انتهى اليوم وكان يوم استوقفني كثيرًا نسأل الله الإخلاص والقبول . الساعة تشير للواحدة انتهى واجبي التدويني وبدأ يوم جديد ولم تنتهي مهامي . كونوا بخير 

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *